الجمعة، 9 ديسمبر 2011

كي لا نكون ســُذج (3): نظرية المؤامره/ الجزء الثاني: التركيبه المثاليه للرأسماليه



صورة من المظاهرات في الول ستريت
التركيبة المثالية للرأسمالية الديمقراطية في تخدير الشعوب

تختلف جاذبية الديمقراطية من نظرية "تداول السلطة سلميا" مروراً "بالفصل بين السلطات" وصولاً إلى "من يزرع يحصد" و غيرها من الأوهام و الأكاذيب جيدة الصنع حسنة الزينة ...فالدولة الديمقراطية ينتخب سكانها القيادات المحلية والبرلمانية و الرئاسية...نظريا من حق الجميع تقريبا أن يرشحوا أنفسهم لتمثيل الأهالي، عمليا لا ينجح الا من يسانده الرأسماليون الذين تمكنوا من اشتراء كل أدوات "الدولة الديمقراطية" من البرلمان و الحكومة و القضاء و الشرطة والأحزاب الكبيرة الى الاعلام إلخ....وفور فوزهم يكتسب الفائزون صك الدولة و يستلمون صولجان الادارة و المثلث الذهبي المقدس: الاستغلال ، القمع و سلب الوعي ...ويغتربون عن الشعب تماما، فينقلون كل احتكاك أو جدل بين الطبقة الحاكمة و أبناء الشعب الى أروقة البرلمان و أنفاق المحاكم و صالونات الجمعيات الخيرية و البرامج التليفزيونية المكررة حيث الثرثرة الجوفاء والخطب الممجوجة والقرارات المائعة و القوانين التي تسبغ الشرعية طوال الوقت على كافة صنوف وأنواع الاستغلال، فبينما يدعي البرلمان استقلال قراره نراه تابعا في الحقيقة لأسياده الرأسمالين الذين يملكون وحدهم تقريبا دعمه أو اسقاطه.
قد ينجح بعض المناضلين و الشرفاء في الإنتخابات اعتمادا على تاريخهم النضالي لكنهم لن ينجحوا دون حزب كبير -ولو بشكل غير مباشر ظاهريا- ليتم رميهم فور نجاحهم في ماكينة الدولة الرأسمالية حيث يأخذ كل واحد شكل القالب المطلوب و المناسب لقدرته، فيغرب عن الشعب و تتوطد علاقاته برجال المال والأعمال والنفوذ، وينفتح أمامه باب الفساد على مصراعيه، يتعلم لغة الصفقات ويتبنى قذارات السياسة، ومع ادراكه لبواطن الأمور يتغير تصوره للعالم تماما حيث يميل يوما بعد يوم للخضوع للمؤسسات الرأسمالية الحاكمة و يتورط في التصريحات الكاذبة حول تحسين الأحوال والدفاع عن المصالح و تبرير قمع المحتجين حينما يهددون نفوذ الطبقة الحاكمة من منطلق "وطني" و على القوى الثورية والاتجاهات المتمردة التي تنادي بتفكيك دولة الظلم يتورط صاحبنا في شن حرب دموية حرصا على رفاهية الأمة كما يدعي أو كما يظن المسكين فعلا..وهكذا في البرلمان و في القصور الرئاسية يتحول أشد المناضلين الى خادم للرأسمالية من حيث لم يحتسب أصلا، و في التاريخ أيضا أمثلة معادة.
فتبقى الثروة بعيدة عن أيدي الشعب بفضل الوهم الديمقراطي الذي يعمل كالسحر في النفوس، ليس فقط من زاوية تأثيره الكبير على العقول بل بالشعوذة العميقة في ثناياه، فلا يبقى للمواطن الا انتخاب بطل مزيف جديد ظنا منه أن ذلك البطل يستطيع انتزاع بعض الثروة لحسابه.

> قد ينخدع البعض بالمدينه الفاضله الملقبه بالدوله المدنيه الدمقراطيه، متجاهلاً حقيقة أنه قابع تحت الإستعباد الإقتصادي الذي ينتزع إرادة الشعوب ويجعلها تابعاً للرأسماليه المتمثله بالشركات متعددة الجنسيات وليس الشعوب الغربيه لأن تلك الشعوب يمارس عليها نفس سياسات التضليل والتلاعب التي تمارس على شعوب العالم الثالث <

ليست هناك تعليقات: