الجمعة، 9 ديسمبر 2011

كـي لا نكون سُذج (1): الـقتله الإقتــصاديــون/ الجزء الثاني: كيف تدير العالم؟


غلاف كتاب بارج خان: كيف تدير العالم

باراك كانا في "كيف تدير العالم":
ستيفن ج. كوربن: تكلمت في كتابك "كيف تدير العالم" عن ظاهرة دخولنا للعصور الوسطى ما بعد الحداثة و أن دبلوماسية القرن 21 ستكون جد معقدة. حيث أن التكنولوجيا والمال هما من سيحددان مالك السلطة و المسؤول عوض السيادة. و تحدثت أيضا عن "الدبلوماسيين الكبار". من هم؟

باراك كانا: حسنا، دعنا نعود "للعصور الوسطى ما بعد الحداثة". إنه تشابه جد مهم- إنها ليست مجرد مرجع تاريخي. لقد دامت تلك العصور ما يناهز الألف سنة حين كان الشرق والغرب قويان معا- عندما كانت الصين أكثر حضارة متقدمة في العالم في عهد السلالة الحاكمة، عندما كانت السلالة الحاكمة شولا laohC في الهند قوة بحرية كبيرة و عندما كان الخلفاء العرب والإسلاميين يحكمون من شمال أفريقيا إلى أسيا الوسطى. في ذلك الوقت، كانت أوروبا ضعيفة و مقسمة بين الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الرومانية المقدسة. فكونها أرض متعددة الأقطاب حول العالم هي خاصية جد مهمة للعصور الوسطى. حين قضيت الكثير من الوقت أناقش كتابي الأول "العالم الثاني"، كان العالم مسبقا متعدد الأقطاب جدا. فما نحتاجه هو إدراك أنه ليس بالمرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في التاريخ.
ثانيا، في ذلك الوقت، لم تكن فقط الدول هي الفاعلة المهمة في الموقع الدبلوماسي و لكن أيضا المدن والشركات و الجيوش المرتزقة والمحسنين و الكنائس. إذن، هل نعيش هذه الوضعية أيضا في يومنا هذا. لهذين السببين نرى هذا الانبثاق للعصور الوسطى ما بعد الحداثة. والآن، أصبح كل من التكنولوجيا والمال والهوية عوامل تساعد أيضا في تحديد من يملك السلطة ومن يكون المسؤول. والحقيقة أنه كان لدينا فهما جد جامد فيما يخص معنى الهوية.

إن الأمر يتعلق سواء بهويتك العرقية أو هويتك الدينية أو هوية بلدك الوطنية- أو ما تحمله في جواز سفرك. و الذي لا يعتبر طريقة إبداعية لفهم كيفية تشكيل الهوية لمحيط تكنولوجي و بيئة حيث يتكلم المال بقدر ما يفعل. لقد التقيت بالعديد من الشباب المشتركين في هوية الجيل الواحد. فهم يحددون استنادا لبعض المراجع أنهم إما أعضاء من حيث الشكل أو المال أو عبر المجتمعات التكنولوجية غير الملموسة مثل شبكة الفيسبوك ومجموعات أخرى متنوعة ومراجع أخرى. كما أن هويات الشركة شديدة الأهمية هذا اليوم. فعندما التقيت بالشباب الذي يعمل لدى الشركات المتعددة الجنسيات، و لكن يحملون جنسيات برازيلية و هندية و صينية و روسية، فقد اكتشفوا في الواقع أن هويتهم الوطنية لا تسمح لهم بالحصول على تأشيرة الدخول المجاني للغرب أو مناطق أخرى من العالم لسنوات وسنوات قادمة. لكن هوية الشركة هي التي تسمح لهم بهذا الدخول - و التأشيرات التي تحصل عليها شركتهم من أجلهم.
والآن، فان الدبلوماسية الكبيرة هي إدراك أن كل هؤلاء الفاعلين المختلفين - من شركات و منظمات غير حكومية وحكومات، منظمات دولية و مقاولون يجتمعون في ميدان دبلوماسي جماعي مشترك حيث إن الكل يتفاوض مع الكل طوال الوقت و أن الحلول لمشاكلنا - سواء تعلق الأمر بالحد من الأسلحة أو الفقر أو التغييرات المناخية - لا تعتمد بكل بساطة عن حلول متمركزة من الأعلى لمنظمة حكومية داخلية. و لكن تعتمد أكثر بكثير على الائتلاف الذي يجمع بين عالم الشركات و العالم المدني و العالم الحكومي و حتى المحيط الديني كذلك. ما أراه حول العالم هو أمثلة عن الدبلوماسية الكبيرة فعلى سبيل المثال أجد أن الفرضية تحتاج فعلا لأن تكون متساوية مع التطبيق. و هذا سبب دفعني لكتابة هذا الكتاب.
كوربن: في عالم الدبلوماسية الكبيرة و عالم الفاعلين المتعددين وتعدد الأقطاب، هل سيتغير دور الشركات المتعددة الجنسيات؟ هل ستتغير مسؤولياتهم؟
كنا: كنت تكتب عن الاقتصاد السياسي العالمي والتجارة العالمية، لهذا فأنت تعلم أنه حقا منذ الستينات و السبعينات قد شهدنا هذا التحول في النظام العالمي بعيدا عن الدول لوحدها و هو ما تسميه سوزن ستراينج Strange nSuza "بالدبلوماسية الثلاثية"، حيث كانت الشركات تقريبا مشاركات متساويات. وكانت عاملا رئيسيا في ظهور هذا النظام الجديد. لهذا فإنها بالتأكيد ستلعب دورا بارزا في هذا الأمر. و يبقى السؤال، "من أين؟"
أولا، يمكنك معالجة قضية الشركات المتعددة الجنسيات من وجهة النظر التي تقول " ما هو مدى قوتها المالية و سيطرتها على بعض سلاسل الإمداد و الموارد؟ إن هذا الأمر كبير بالتأكيد و الذي ينطبق على الشركات كشركات الطاقة ومن ناحية أخرى البنوك أيضا. و تنطبق أيضا على الشركات التي تملكها الدولة. لكن بإمكاننا معا رؤية الشركات من وجهة نظر الموارد التي تسيطر عليها وعدد الموظفين التي تملك ونوع الإخلاص الذي تنتجه.
نشأت وجهة نظر جديدة في الشركات المتعددة الجنسيات وهي تتعلق بالطبع بموطنها الأصلي. حيث أن العديد منها قد تبدو شبكات للهاتف المحمول التي تسيرها الدولة، فهناك فهم خاص جديد بخصوص الطريقة التي تعمل بها تلك الشركات من الأسواق الناشئة سواء تعلق الأمر بالبرازيل أو الهند أو دول أخرى، ترى هل تغير من السوق؟ هل تتكيف مع أنواع معينة من المعايير؟ أو أنها تتصرف بدقة في شكل تجاري. هذا جانب مهم في هذا النقاش و أيضا فيما يتعلق بدور الشركات المتعددة الجنسيات. ولكن إذا قمت بمعاينة كل الأمثلة المختلفة عبر تلك الهياكل المختلفة فانه من الصعب أن تعمم، أليس صحيحا؟ نعلم أن بعض الشركات المتعددة الجنسيات تعتبر مزودة كبيرة للسلع العامة. و نعلم أن أخرى تتجنب كل تلك الأشكال من المسؤوليات. إن السلسلة جد واسعة. ما أحاول القيام به في هذا الكتاب هو عدم التعميم، إنما أحاول تسليط الضوء على بعض أفضل و أسوء الفاعلين في كلا الحالتين.
كوربن: تحدثت كثيرا عن الحاجة 'لاستعمار جديد". وتحدثت عن - على الأقل على حسب ما فهمت- كيف أن السيادة و السيادة الإقليمية يعكسان فقط القرن 20 و أيضا تحدثت عن الحاجة لإعادة رسم خريطة بعض أجزاء إفريقيا و الشرق الأوسط. الأمر الذي يعتبر مفيدا في سياق ما يحدث في شمال إفريقيا والشرق الأوسط حاليا. فكيف ينطبق كل هذا على الربيع العربي وعلى الارتباك و عدم الاضطراب الذي نراه في الثورات الشعبية؟
كانا: لقد مضت سنة على إتمامي لهذا الكتاب، و لكن كما ترى على الأرجح، ففي الفصل الأول، في الصفحتين الأوليين، أقول أن جيل الألفية ينجح في الحصول على التكنولوجية الإعلامية الاجتماعية وجعل الحكام المستبدين متوترين. انه أمر كنت ألاحظه لسنوات وسنوات خلال سفري للشرق الأوسط. هذا الأمر يلعب دورا رئيسيا في الربيع العربي بالتأكيد: إعلام الفضائيات و الإعلام الاجتماعي و تكنولوجيات الشبكات و غير ذلك.
و الآن عندما قدم الاستعمار الجديد، لم أكن حقا أتكلم عن الدول العربية التي تعاني اليوم من هذه الاضطرابات ، لكن بالأحرى عن الحاجة لإعادة رسم خريطة بعض الأقاليم. يمكنني أن أتخيل أن ليبيا لن تقوم بذاتها في الشكل الجغرافي الحالي. فكما أحب أن أقول أنا وعلماء جغرافيين تاريخيين آخرين: " ينبغي أن تشك دوما في الخطوط المستقيمة على الخريطة. " و لقد كنت أفكر في الصراعات الإفريقية و أسيا الجنوبية و عالم ما بعد الاستعمار. فأزيد من 200 بلد في العالم هم بالتأكيد بلدان ما بعد الاستعمار مما يعني أنهم فعلا قد نشئوا من خلال هذه الموجات من الاستقلال منذ الخمسينات فما فوق. تعتبر معظمهم دولا ضعيفة أو فاشلة حيث يواجهون الفوضى التي تحدثت عنها مع الزيادة السكانية و الحالة الاقتصادية الضعيفة و الشريحة الكبيرة للشباب العاطلين و الفساد الكبير و كل هذه العوامل تتحد لتنقلب إلى حد ما على سقوط النظام و من المحتمل انهيار الدولة.

هذا ما نشهده حاليا في الشرق الأوسط. و الآن يجب إعادة بناءه و إعادة إنشاء موئساته. و تحتاج كل من الدول و الحكومات فيما بينها و المجتمعات لهدف جديد. و هنا يأتي دور تلك النظرية التي تخص الاستعمار الجديد رغم أنني لا أقول أننا يجب أن نتبع شكلا جديدا من الاستعمار بشكل عدواني مثل الشكل القديم. والذي أسميه على وجه التحديد "بالجديد" لسبب جد مهم.
إن الفاعلين المتعددين، المشاركين في الاستعمار الجديد، ليس بالضرورة أن يكونوا قوة تجارية مستغلة كما هو الأمر في الاستعمار القديم. إننا هنا نتحدث عن مجموعة من الفاعلين الذين بإمكانهم ممارسة النفوذ اللازم لجعل بعض الدول والأسواق تتصرف أو تتقدم في نمط أسرع من الوضعية التي قد تكون عليها. عندما تنظر إلى دول مثل مصر، تجد أن حسني مبارك قد غادر لكن الجيش ما زال يملك السلطة. ترى ما هي الطريقة التي من خلالها لا يكون عليك أن تنتظر مدة 25 سنة - كحالة تركيا- حيث انتظرنا الجيش كي يخرج تدريجيا من المحيط السياسي والاقتصادي؟ أو في دولة كباكستان التي ينطبق عليها هذا الأمر إلى يومنا هذا حيث أن الجيش يسيطر على الاقتصاد على حساب الشعب. نعلم أن هذه حواجز السياسة العامة. الكل على علم بهذا الأمر. فالاستعمار الجديد قوة تساعد على تسريع التغييرات المحتومة و الضرورية و الايجابية.
كوربن: هل تعتقد أننا علينا التدخل في قضية ليبيا؟ هل تعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية وقوات حلف الناتو التدخل في مكان آخر؟
كانا: بالطبع، ولكن كيف؟ أولا... كل القادة العرب لا يحبون القذافي. إذن لو كانت هناك فرصة لاختبار قدرة حلف الناتو من أجل إجراء تدخل أنظف و أسرع مما حدث في البلقان و أفغانستان كما نأمل، فسوف تكون هذه هي الحالة التي تعكس هذا الأمر. و هذا ينطبق حتى على إمكانية قتل القذافي، الأمر الذي كنت أؤيده بصراحة مسبقا يوما أو يومين بعد سيطرة ثوار الجهة الشرقية للبلاد على بنغازي.
لقد قلت: "سيكون عليك أن تقتل". كما أنني أمضيت فعلا وقتا في ليبيا. وكتبت فصلا في كتابي الأخير بخصوص هذا البلد. لهذا أعلم جيدا ما قد يفعله القذافي و ما قد لا يفعله. أعلم أنه سيتمسك بموقفه ولن يأخذ مظلة ذهبية للذهاب إلى جنوب فرنسا ولقد ذكرت بوضوح أن هذه حالة حيث يمكن تفسير كل ذلك جيدا، و هناك فصل حول الاغتيالات في هذا الكتاب. هناك وسائل قانونية و وسائل سياسة و قضية أخلاقية لتفسير ذلك. و لكن لم يتم استعمال أي من هذه العوامل الثلاثة بشكل فعال. حيث أن التدخل العسكري في المقاربة التقليدية كمنطقة حظر الطيران- سواء تعلق الأمر بنموذج كوسوفو أو العراق لم ينجز على الطريقة الأصح حيث اتبعوا طريقة بطيئة جدا.
وعليه، هل كان ينبغي للغرب أم يتدخل في ليبيا بطريقة ما؟ نعم، هل ينبغي أن نكون واضحين بشأن هذا الأمر؟ نعم، لقد كنت واضحا في اليوم الثاني من التدخل الذي كان ينبغي علينا القيام به، ترى هل قمنا بأمر صحيح لأجل ليبيا؟ ليس تماما، لكن بالأحرى ما يمكن قوله أن المنظمات الإقليمية قد تدخلت كثيرا فسواء قد ذكرت الاتحاد الإفريقي أو جامعة الدول العربية في هذا الكتاب، فتعزيز المنظمات الإقليمية و آليات الأمن الإقليمي ينبغي أن يكون أكثر من تعزيز المنظمات المركزية الدولية. وأعتقد أنه من المهم أن تبقى مسؤولة عن أمورها. ولكن أين يمكننا توفير الموارد لإحداث تغييرات معينة قد تم قبولها. أعتقد أنه تجسيد صحيح للمبدأ الذي سأناقشه فيما بعد، و هو استعمال موارد عالمية لدعم الفاعلين المحليين.
كوربن: كما ذكرت للتو، فقد تحدثت في الكتاب عن الحاجة للوقت لتنحية قادة الدول الذين هم غالبا أصل المشاكل. ترى من هم الأشخاص السيئون؟ كيف نقرر من يجب تنحيته من قادة الدول (انه حسن تعبير)؟ من ينحيهم؟ هل يتم ذلك عن طريق منظمة دولية؟ هل تقوم بذلك الولايات المتحدة بمفردها؟ هل يقرر حلف الناتو ذلك؟ لقد ذكرت أنه من السهل معرفة القادة المتحضرين من الهمجيين. كيف يمكنك اتخاذ هذا القرار؟ من يتخذه؟
كانا: حسنا، إذن السؤال الأول (يخص الكلمة) "نحن". لأنك قلت: " كيف نتخذ القرارات"؟ لا أعتقد أن "نحن" تعني دوما البيت الأبيض، أليس صحيحا؟ لا يجب أن يكون الأمر كذلك. لقد قررت الحكومة الفرنسية في هذه الحالة الاعتراف بالمجلس الانتقالي في وقت مبكر جدا. فيما اكتفت دول الجامعة العربية بالقول: " لم نعد نريد القذافي"، وعليه، فان العرب قد قرروا أو أصدروا حكما على دولة شقيق عربي و المصادقة فعليا على تنحيته من السلطة. الأمر الذي أعتبره أكثر أهمية من الانتظار لشهور لإجراء من المحكمة الجنائية الدولية رغم أنه تم بالفعل البدء في هذا الإجراء. و الآن، نعلم جيدا أنه قد ارتكبت خروقات بشأن حقوق الإنسان. و سوف نوضح بكل تأكيد أن فظائع إنسانية قد ارتكبت منذ بدء الصراع. و الآن، إن لم يكن فيما مضى، فمن الممكن تبرير مثل هذا الإجراء فورا.
هناك مشاركة جامعة الدول العربية و المؤسسات الدولية القانونية التي تحكم على هذا الرجل، وهناك قوة خارجية التي تملك وسائل عسكرية لإجراء ذلك كتدخل سريع. سواء ينبغي تنفيذ عملية اغتيال أو لا، فالأمر يعتمد إلى حد ما على النتائج المترتبة عن مثل هذا الفعل. إذا أخذت على عاتقك مسؤولية حماية هذا المعتقد، فيجب أن تمر عبر مجموعة من الأسئلة التي ستجيب عنها. هل التدخل مبرر من حيث السبب؟ هل هناك تهديد وشيك؟ أو خطر بوجود كوارث ضخمة إذا لم تقم بالتدخل؟ و هل هناك تقييم ما إذا سينجح ذلك و لن يؤدي إلى وضعية أسوء فيما بعد ؟
لا يمكنك تخمين ما قد يحدث في بعض الدول. لو كنت ستخرج Jong­il Kim من كوريا الشمالية، فلا نعلم تماما ما قد يحدث فيما بعد. الأمر الأكثر تأكيدا هو أنه ستكون ردة فعل عدوانية. نعلم أيضا أن أي تدخل في إيران، له القدرة على تأجيج المشاعر الوطنية لدى الشعب لأنهم لا يريدون ذلك النوع من التدخل رغم أنهم غير راضون عن حكومتهم.
ولكن في حالة ليبيا، يمكن أن نكون متأكدين تماما من كل المعلومات التي لدينا بشأن البلد و مجتمعه و قبائله و شعبه الذين التقيناهم هناك، و هذا الأمر لن يؤدي بالضرورة إلى فوضى أو اضطراب كبيرين - كما هو الحال اليوم- و التي تحولت إلى حرب أهلية. في الواقع، أعتقد أننا لو كنا قد تصرفنا مبكرا، لكان حلفاء القذافي يعيشون حالة من الصدمة بسبب فقدانهم لقائدهم والجزء الشرقي لبلدهم و لكنت قد بدأت مفاوضات فورية تخص مستقبل البلاد. لهذا أعتقد أنه كان من الأفضل لو تم التدخل بسرعة و إخراجه.
كوربن: دعني أنتقل باراك بالطاقم، إلى جزء في كتاب تحت عنوان: "Alles Uber Democracy" فكما لاحظت - وأظن أنني لاحظت بدوري جيدا - في العالم الحالي، أننا نواجه نماذج تنافسية سياسية و اقتصادية. لكنك ناقشت أن جاذبية الواحد على الآخر تكون عن طريق القدرة على توفير منافع مادية وليس كيف تكون الديمقراطية. هذا مثير للاهتمام. إنها تتجه عكس المقولة التقليدية التي تقول أن الديمقراطية ورأسمالية السوق الحرة متحدين وأن مع التحرير الاقتصادي سنشهد مطالبات بتطبيق الديمقراطية. دعني أنتقل إلى الصين، التي تعتبر بلدا مسيطرا و سوقا اقتصادية جد استبدادية بكل ما في الكلمة من معنى. إننا نشهد قيودا متزايدة على الحرية السياسية وحرية التعبير. فالفنان أي ويوي Weiwei Ai الذي تم اعتقاله قبل مدة قليلة فقط بسبب جرائم اقتصادية ( تم إطلاق سراحه من السجن في يونيو 22). أطرح هنا سؤالا: هل بإمكان الصين مواصلة السير في هذا الطريق؟ نعلم أنها تبلي حسنا من الناحية الاقتصادية. هل سيؤدي التطور المستمر إلى فرض ضغوطات على الديمقراطية؟ أو أن الرأسمالية المسيطرة الديكتاتورية للدولة قابلة للنمو في المدى البعيد؟
كانا: أظن أن ما أريد تفسيره هو أن الديمقراطية تتطلب الرأسمالية. و لكن الرأسمالية لا تتطلب الديمقراطية. لقد وضعت بعض البيانات تخص الدول العشر الأولى غير الديمقراطية في العالم و الدول العشر الأولى الديمقراطية في العالم و ذلك بعد النظر إلى بيانات النمو و نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي و أنواع أخرى من المقاييس.
هناك نقاش حقيقي حول العوامل التي تؤسس حكامة جيدة و كيف يمكن تحقيق ذلك؟ نجد بشكل متزايد وجود فكرة تلك الحكامة الجيدة التي تشمل أو تقضي قبول مجموعة من المقاييس فيما يخص توصيل الخدمات العامة ومسؤولية النظام و الحصول على المعلومة والتكنولوجيا والمؤشرات الاقتصادية التي ليس من الضروري أن تتوقف على ما إذا كانت الدولة ديمقراطية أو لا. علينا فهم أنها فكرة واسعة قد خرجت إلى الوجود هنالك. إن نهضة الصين جزء من السبب وراء هذه الوضعية. يعد واقع كلام العديد من الناس على "نموذج الصين" و من المرجح أنهم يريدون تقليدها -بمعنى أخر الإصلاح الاقتصادي والنمو أولا و ثانيا الإصلاح السياسي، إذا كان هناك إصلاح-جزءا من سبب تحاور الناس بشأن الحكامة الجيدة عوض الديمقراطية. أعتقد أنه نقاش مفيد لأن تنافس الأفكار والتنافس حول التوصيل و حول النماذج يعد أمرا جيدا بطبيعته. فهو يجعلنا ندرك الأمور أكثر.
والآن، عندما يتعلق الأمر بالصين، فمن التأكيد أنه سوق اقتصادي رأسمالي استبدادي. فمسألة ما إذا كان قادرا على الصمود جد واردة. ولكن زعما أنه من الضروري وجود هذه الحالة السوداء أو البيضاء الصلبة والتي تعد كلها استبدادية الآن وستتلقى في الأخير ضربة قوية في الطريق حيث سيتطلب منها أن تصبح ديمقراطية - أعتقد أنها مقاربة خاطئة لهذه الحالة. و بالنسبة للذين يقومون بدراسات حول الصين، نعلم جيدا أن هناك كمية كبيرة من التجارب تتواصل مع روح المبادرة و مع الابتكار و مع محاولة للحصول على حد في قطاعات متنوعة-- من منظور استثمار الدولة والاستثمار الحر. كما نعلم أن هناك فعلا نقاش مفيد في البلد على مختلف المستويات بشأن أشكالها السياسية. فليس من الضروري أن تكون الديمقراطية كلمة ذات أربع أحرف في الصين. صدق أو لا تصدق. هناك العديد من الناس الذين يتحدثون عن كيفية تحويل حزب دولة مسيطر حالي واحد إلى نظام برلماني جدير.
كما تعلم، فلديهم في العديد من الحالات انتخابات قروية كذلك. فهم يجربون جميع الطرق لتجديد وإصلاح وتطوير نظامهم. وبدون دخولي في السيناريو الذي يعرضه العديد من الناس على البلد - الأمر الذي يعتبر إما نجاحا أو فشلا -. تجد هناك إما الحزب أو الانهيار. مما يعني و بكل صراحة عدم إعطائهم تقريبا قرضا كافيا لحجم التفكير الذي يستثمرون فيه حاليا ومقدار التجارب الذي يرغبون باستثماره لإصلاح نظامهم السياسي. هل سينجح الأمر؟ لا أعلم. لكن الشعب الصيني يملك نسبة مهمة من الحريات الاقتصادية وهم على استعداد للتضحية ببعض الحريات السياسية. من جهة أخرى، علينا أن نتذكر أن الصين مجتمع محافظ تماما بطبيعته. و في النهاية، فأنه مجتمع هرم، مما يعني أن العديد من الناس قد عايشوا فترة القفزة الكبيرة المتقدمة والثورة الثقافية وعليه، فهم لا يريدون بالضرورة إفشال أو إضعاف التقدم الذي عايشوه في العقود العديدة الأخيرة فقط من أجل المزيد من الحقوق السياسية. فهم من المحتمل أنهم يفضلون التطور عن الثورة. و أنا لا ألومهم.
كوربن: باراك، لقد كان بالفعل حوارا شيقا و مفيدا. أود في الأخير أن أشكرك على منحنك لنا الوقت للتحدث.
كانا: شكرا جزيلا ستيفن.

> إن الديمقراطيه والحريات السياسيه، تتم بمساوة الشعوب على إقتصادهم وجعلهم تابع لإقتصاد دول أجنبيه قد ينخدع البعض ولا يدرك أن الحريه الساسيه مع التبعيه الإقتصاديه هي بمثل خطورة الدكتاتوريات <

ليست هناك تعليقات: